منذ عشر سنوات مضت
كنت يافعة صغيرة نمت أشاهد التلفاز بكثرة وولع
وتعلقت بمسلسل طويل كهوس
ليس له نهاية وطويل الأجل
وقد شبهته للسياسة حيث أنه مسلسل كبير
والقصة فيه معقدة وليس لها نهاية ،
حبكة تراجيدية درامية دموية
وفيها من المفآجات الغريبة الخيالية المستحيلة
ومن وحي حياة بدون مبدأ ولا خجل،
والممثلين كثر وفيها نرى القاتل والبطل واللص والقديس
والخيانات كثيرة والمبادئ ليست موجودة
والمستحيل يحصل والطبيعي يصبح مستحيل
والمفأجات اسطورية مذهلة ،والشخصيات تتحول وتتلون بشكل عشوائي منظم .
ولكن في أرض الواقع الجمهور في (مسلسل السياسة) ينحاز لمن يريد ويتجادل عن النهاية
وتقام الرهانات والانقسامات والتصويت والتحليلات والغضب والعداء والثأر والقتل وهدر الدماء
ولكن الأجمل والأبشع ان الممثلين والمؤلفين بالنهاية مجرد ممثلين ومؤلفين
، وراء الكواليس يجتمعون معا ويتفقون ويأكلون ويضحكون
ويقررون كيف سيفيدهم المسلسل
وكيف يتحكمون بالمشاهدين أكثر ويستفيدون من حيواتهم وممتلكاتهم وعقولهم
وطبعا تحدث الخلافات والصراعات بينهم وينقلبون على بعضهم وربما يضيفون أو يغيرون أو يطردون
ولكنهم بالنهاية عائلة والسرية مطلوبة والأحداث الأليمة في هذه العائلة قليلة
مقابل مايحصل للجمهور وطبعا نحن آخر من يعلم فنحن المشاهد المتلقي السلبي المرقم
الذي يتلقى قصة المؤلف الكبير أو مؤلفان أو أكثر
ولكن مهما كثروا المؤلفون فنحن لسنا من ذلك الفريق
ومهما اختلفوا وتصارعوا يبقون من الدائرة العليا معا
وهناك اتفاقات غير مكتوبة وبروتوكل قديم الزمان
ينص انه مهما اختلفوا ومهما تخاصموا
يستطيعون استعمال كافة القصص والوسائل الا القصة الحقيقة ،
وفجأة نرى السفاح قد جلس مع الضحية أو اللص أصبح شريف بلحظة
والبطل صار من أسفل السافلين والخائنة أصبحت قديسة
ونحن نقول لماذا وكيف ، نتأثر ، نتعقد ، نتقوقع ، تتغير حياتنا ، تتبدل علاقتنا ،
نكتئب نرى أنفسنا أننا نقطة أننا لا شي واننا أرقام ،
هناك من يصبح متعصب وهناك من يكون وطني وهناك من يصبح عدائي وووو
( وهنا لا أتحدث فقط عن الشعب العربي بل البشرية كلها )
لذلك لديك حلان عزيزي الإنسان والأول اسوأهم :
هو أن تكون شخص عادي وتنحاز وانت لا تعلم مايحدث ومايحصل وماذا سيحصل
، انت تنحاز من معطيات الاعلان وأفكارك المطبوعة ودينك ومجريات حياتك
ولكن لكي تتميز وتعلو فوق كل ذلك يجب أن تختار واحد من هذا الخياران :
لا تحاول أن تشاهد هذه الحبكة المعقدة
ولا تتأثر ولا تنحاز بل أكمل حياتك قدر الإمكان ابتعادا عنها
حتى لو أثرت على حياتك وأبطئت عملك وغيرت عائلتك
، تأقلم
أو حاول أن تصل لتأخذ دور في التمثيل في هذه المسرحية فتنضم للطرف الآخر
بقلم ساندرا أكوبيان استانبولية
كنت يافعة صغيرة نمت أشاهد التلفاز بكثرة وولع
وتعلقت بمسلسل طويل كهوس
ليس له نهاية وطويل الأجل
وقد شبهته للسياسة حيث أنه مسلسل كبير
والقصة فيه معقدة وليس لها نهاية ،
حبكة تراجيدية درامية دموية
وفيها من المفآجات الغريبة الخيالية المستحيلة
ومن وحي حياة بدون مبدأ ولا خجل،
والممثلين كثر وفيها نرى القاتل والبطل واللص والقديس
والخيانات كثيرة والمبادئ ليست موجودة
والمستحيل يحصل والطبيعي يصبح مستحيل
والمفأجات اسطورية مذهلة ،والشخصيات تتحول وتتلون بشكل عشوائي منظم .
ولكن في أرض الواقع الجمهور في (مسلسل السياسة) ينحاز لمن يريد ويتجادل عن النهاية
وتقام الرهانات والانقسامات والتصويت والتحليلات والغضب والعداء والثأر والقتل وهدر الدماء
ولكن الأجمل والأبشع ان الممثلين والمؤلفين بالنهاية مجرد ممثلين ومؤلفين
، وراء الكواليس يجتمعون معا ويتفقون ويأكلون ويضحكون
ويقررون كيف سيفيدهم المسلسل
وكيف يتحكمون بالمشاهدين أكثر ويستفيدون من حيواتهم وممتلكاتهم وعقولهم
وطبعا تحدث الخلافات والصراعات بينهم وينقلبون على بعضهم وربما يضيفون أو يغيرون أو يطردون
ولكنهم بالنهاية عائلة والسرية مطلوبة والأحداث الأليمة في هذه العائلة قليلة
مقابل مايحصل للجمهور وطبعا نحن آخر من يعلم فنحن المشاهد المتلقي السلبي المرقم
الذي يتلقى قصة المؤلف الكبير أو مؤلفان أو أكثر
ولكن مهما كثروا المؤلفون فنحن لسنا من ذلك الفريق
ومهما اختلفوا وتصارعوا يبقون من الدائرة العليا معا
وهناك اتفاقات غير مكتوبة وبروتوكل قديم الزمان
ينص انه مهما اختلفوا ومهما تخاصموا
يستطيعون استعمال كافة القصص والوسائل الا القصة الحقيقة ،
وفجأة نرى السفاح قد جلس مع الضحية أو اللص أصبح شريف بلحظة
والبطل صار من أسفل السافلين والخائنة أصبحت قديسة
ونحن نقول لماذا وكيف ، نتأثر ، نتعقد ، نتقوقع ، تتغير حياتنا ، تتبدل علاقتنا ،
نكتئب نرى أنفسنا أننا نقطة أننا لا شي واننا أرقام ،
هناك من يصبح متعصب وهناك من يكون وطني وهناك من يصبح عدائي وووو
( وهنا لا أتحدث فقط عن الشعب العربي بل البشرية كلها )
لذلك لديك حلان عزيزي الإنسان والأول اسوأهم :
هو أن تكون شخص عادي وتنحاز وانت لا تعلم مايحدث ومايحصل وماذا سيحصل
، انت تنحاز من معطيات الاعلان وأفكارك المطبوعة ودينك ومجريات حياتك
ولكن لكي تتميز وتعلو فوق كل ذلك يجب أن تختار واحد من هذا الخياران :
لا تحاول أن تشاهد هذه الحبكة المعقدة
ولا تتأثر ولا تنحاز بل أكمل حياتك قدر الإمكان ابتعادا عنها
حتى لو أثرت على حياتك وأبطئت عملك وغيرت عائلتك
، تأقلم
أو حاول أن تصل لتأخذ دور في التمثيل في هذه المسرحية فتنضم للطرف الآخر
بقلم ساندرا أكوبيان استانبولية
0 Response to "حقيقة السياسة ، بقلم ساندرا أكوبيان استانبولية"
إرسال تعليق