ضحية رقم ٣٧ من ضحايا انفجار دمشق ، بقلم ساندرا أكوبيان استانبولية

استيقظت صباحا بثقل لذيذ ، فالطقس الربيعي الان بديع
قمت من فراشي الوثير ووضعت رجليي على الأرض الباردة
وتمايلت متماشية ببطء ونظرت إلى شباك غرفتي وكانت الشمس تزين السماء بخجل
شممت رائحة قهوتي وتلذذت بطعمها و
بدأت الأفكار تزورني ومخططاتي لليوم تتمحور طموحي كبير ، وعملي كثير ودراستي وأهلي و خطيبي وووو
لبست سريعا فقط تأخرت اخذت مشروعي الهندسي
وركضت قبلت أمي قبلة الصباح لآخذ الحب والتوفيق
بدأت بالقيادة على انغام فيروز
واتأمل الوجوه بالسيارات وأفكر في كيفية دفع قسوط سيارتي بزيادة عملي
وتذكرت
ماذا يجب ان اشتري لخطيبي هدية واشتقت لابن اختي
وفجأة .....
ضوء ناري برتقالي مع غيوم غريبة وصوت ضخم وهدير
لم يستوعب عقلي مايحدث لاشعر بسخونة سريعة اخترقتني
لفحة صيفية قوية صفعتني
شعرت بنفسي اذوب واتلاشى واتناثر ،
بلمحة بصر ورفة عيني نظرت إلى جسدي وكيف توزع
وان دمائي أصبحت مطر في فصل الربيع الذي أحبه
وجهي الجميل محي, ومشروعي تدمر هاهاها ياللسخرية مازلت مهتمة بمشروعي
، وانفصلت عن كل ذلك وبدأت أحلق عاليا بخفة لا متناهية ،
نظرت للأسفل وعلمت ماذا حصل
انه انفجار ، انه الارهاب ، انها الحرب العشواء التي كنت اعيشها مع اهلي وجميع ابناء بلدي
لم يخطر لي اني سأكون بين الأعداد التي تذكر في الأخبار
ماهو رقمي ياترى
لقد اقتلعت روحي ببساطة مني ، لقد الغيت حياتي بكبسة زر
ماأشد غرابة البشرية فيها تكمن القداسة والوحشية
نظرت حولي ورأيت الكثيرون يحلقون مثلي ويحملقون للاسفل مدهوشين
رأيت رجال وشبان وأطفال ونساء
ولكن كانت وجوه كل قتيل منا يعمه السلام وفيه مسحة الحزن العميق
لان الألم عظيم لأهلنا وأحبائنا على الأرض
ولان الرد وعدم النسيان سيعتبروه واجب وحق
ونحن نصعد ،
رأيت زوبعة سوداء تحمل روحي القاتلين الانتحارين يصرخان بألم عظيم وصرير رهيب
اعتصر الألم قلبي لان المجرم الحقيقي مازال موجودا على الأرض
ذلك الذي غسل دماغ هذين الانتحارين بحجة الدين والجهاد
وانا صاعدة بدأت اصلي ليرحم الله قاتلي ف هم لا يدرون ماذا يفعلون
وعم سلام وراحة غريبة روحي وامسكنا بايدينا نحن الستون قتيل
وصعدنا إلى عرسنا في السماء
وكما قال جبران خليل جبران :
من يدري إذا لم تكن الجنازة بين الناس عرساً بين الملائكة ....؟
ضحية رقم ٣٧
بقلم ساندرا أكوبيان استانبولية

0 Response to "ضحية رقم ٣٧ من ضحايا انفجار دمشق ، بقلم ساندرا أكوبيان استانبولية"

إرسال تعليق