سورية تفقد من كانت أخته تعود عند الثالثة صباحاً


قلما اتفق السوريون على شيء واحد مثلما اتفقوا على التنذّر والسخرية من صاحب المقولة الشهيرة (أنا أختي كانت تطلع الساعة 3 بالليل)، على اختلاف مشاربهم: علمانيون ومتدينون ويمينيون ويساريون ورجعيون وتقدميون مؤيدون للنظام ومعارضون له، كان هذا الشاب سلواهم خلال السنوات الماضية، وقد ظهر في تقرير لقناة الدنيا الموالية للنظام في شهر حزيران من العام 2011 حول “مسيرة عفوية مؤيدة لبشار الأسد في دمشق”!





هذا الإجماع الوطني منقطع النظير والاهتمام الكبير بتلك العبارة على مواقع التواصل الاجتماعي جعلت من صاحبها حالة نادرة، إلا أن ناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي تداولوا اليوم نبأ انتحار الشاب الذي قيل إن اسمه “عابد” في العاصمة السورية دمشق، ونقلت إحدى الصفحات المؤيدة للنظام الخبر بالصيغة التالية: “انتحار الشاب عابد في دمشق.. هو نفس الشاب الذي كانت تخرج أخته الساعة 3 ليلاً بعد الضغوطات الكبيرة من قبل مواقع التواصل”، وبعد سيل من التعليقات السلبية ردت إدارة الصفحة بالقول: “يلي عم ينتقد الخبر.. يعني إذا قلنا انتحار الشب عابد راح تعرفوه؟!؟! جد في غباء مو طبيعي.. بشان هيك كتبان اختو يلي بتطلع ساعة 3 بليل”.

وبعد استمرار تدفق التعليقات السلبية على الخبر من متابعي تلك الصفحة سواء المعارضين أو المؤيدين، قامت إدارتها بحذفه ونشر تنويه حول ذلك قائلة: “نحن نقلنا الخبر من تويتر وما منعرف اذا صح أو لا ليطلع شب (الشاب بنفسه) ويأكد عن حالو ومسحنا الخبر ونحن نقلنا الخبر من عدة صفحات يعني مو أول صفحة نقلنا الخبر”، وهنا يتبادر إلى ذهن المتابع سؤال جوهري: “إن كان انتحر فعلاً كيف سيؤكد نفسه؟”، بالإضافة إلى ذلك هناك من أشار إلى أن هذا المواطن الصالح (حتى حزيران 2011) وصل إلى أوروبا لاجئاً قبل سنتين، وأيضاً هذه أنباء غير مؤكدة لأن ظهوره ككومبارس في تقرير لقناة الدنيا جعل منه نجماً فريداً وآثر بعد تلك النجومية التخفي خصوصاً بعد أن بات من الصعب الخروج بمسيرات عفوية.

0 Response to "سورية تفقد من كانت أخته تعود عند الثالثة صباحاً"

إرسال تعليق